شهدت مصر الأيام الاخيرة خطوة كبيرة اتخذتها الحكومة المصرية نحو مستقبل أفضل لأبناء شعبها غايةً في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز خطط التنمية المستدامة التي تسعى لتحقيقها الحكومة المصرية لتأمين مستقبل أفضل للجميع، حيث طورت الدولة أحد أضخم وأكبر المشروعات وهو مشروع الدلتا الجديد لتعزيز التنمية المستدامة وتوسيع الرقعة الزراعية في مصر ونقل العمران إلى منطقة جديدة لبناء عليها مشاريع عقارية مميزة.
المشروع يقع على مساحة كبيرة تُقدر بأكثر من 2 مليون فدان في منطقة الساحل الشمالي الغربي لمصر ولهذا أطلق عليه أيضًا “مشروع الدلتا الجديدة لزراعة مليون فدان” ، ويشمل أكثر من عنصر من ضمنهم”البنية التحتية المتطورة، خلق مجتمعات عمرانية واقتصادية وزراعية، فتح أفاق جديدة لفرص العمل الخاصة بالشباب، زيادة المحاصيل الزراعية” هذه العناصر تُمثل الركيزة الأساسية لتكوين مجتمعات جديدة في هذه المنطقة تضمن مستقبل زراعي واقتصادي وعمراني واعد لمصر.
لعلك تسألت في السطور السابقة عن المشروع الذي ذُكر وهو مشروع الدلتا الجديدة في الشيخ زايد ولماذا تُولي له الدولة المصرية هذه الأهمية الكبيرة.. في السطور التالية سنعرض تفاصيل مهمة خاصة بهذا المشروع وسنتعرف أكثر على علاقته بمشروع جريان محور الشيخ زايد.
مشروع الدلتا الجديدة هو في الأساس مُستلهم من اقتراح (لدكتور فاروق الباز) “عالم مصري أمريكي خريج جامعة عين شمس” حول مد “ممر للتنمية والتعمير” في منطقة الصحراء الغربية يمتد من البحر المتوسط إلى بحيرة ناصر لفتح أفاق عمرانية جديدة في مصر.
ويتمركز جوهر مشروع الدلتا الجديد حول نفس الفكرة وهي خلق مجتمعات عمرانية جديدة بعيدة عن القاهرة والمحافظات وأماكن تكدس المواطنين لفتح أفاق جديدة، حيث أن المشروع ملخصه هو مد نهر جديد يوازي نهر النيل للإيصال المياه إلى الصحراء الغربية لإتاحة فرصة أكبر لإستصلاح أراضي زراعية جديدة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة غرب القاهرة.
والجدير بالذكر أن الحكومة المصرية قد بدأت بالفعل في تشييد هذا المشروع العظيم الذي سوف يغير ملامح البلاد قريبًا، ومن المتوقع أن يكون تكلفته أكثر من 300 مليار جنيه مصري لاستصلاح أكثر من 2.2 مليون فدان، وسيكون بمثابة أكبر نهر صناعي في العالم جزء منه مُغطى وجزء منه مكشوف لتُطل عليه مشاريع عقارية ضخمة مثل مشروع جريان محور الشيخ زايد، هذه التصريحات وفقًا للحكومة المصرية.
وإلى الأن استطاعت الحكومة المصرية أن تفي بوعدها أو خطط التنمية التي وضعتها في هذا الشأن، حيث أن هذه المنطقة كانت صحراء خالصة في عام 2023، وبمجهودات الحكومة المصرية استطاعت أن تُنجز أول مرحلة من هذا المشروع في المنطقة الغربية في عام “2025“، ومن المُقرر أن تستكمل العمل في هذا المشروع ويتم بناء المرحلة الثانية خلال 2030.
اختارت الحكومة المصرية موقع مميز واستراتيجي ليُمكنها هذا الموقع من تحقيق الأهداف التي تريد تحقيقها من هذا المشروع، حيث يقع المشروع تحديدًا في غرب الدلتا تحديدًا في منطقة جنوب محور الضبعة قريب من كلاً من الآتي:
أسأل عن موقع مشروع الدلتا الجديد بالتفصيل:
من المُقرر أن ينتهي مشروع الدلتا الجديد وفقًا لتقارير الحكومة المصرية في 2030، لأن الحكومة المصرية قد انتهت بالفعل من المرحلة الأولى من مشروع الدلتا الجديد لزراعة مليون فدان عام 2025، وباكتمال عام 2030 سيكون المشروع جاهز للاستصلاح الزراعي ولتحقيق الهدف المرجو منه.
ترى الحكومة المصرية ضرورة ملحة لوجود مصدر بديل أو مُكمل لمياه نهر النيل يصل هذا المصدر إلى مناطق متعددة في المنطقة الغربية لعدة أسباب وهي:
وفقًا لتصريحات الحكومة المصرية فإن النهر الصناعي الجديد الذي سوف يمتد في المنطقة الغربية سيكون طوله 174 كيلو متر بهدف استصلاح 2.2 مليون فدان أي حوالي 25% من الأراضي التي تمتلكها مصر، وبدأت الحكومة المصرية للتخطيط لهذا المشروع منذ عام 2018 وسيكون مقسم إلى أماكن مكشوفة وأخرى غير مكشوفة لتوفير المياه إلى مشروع الدلتا الجديد.
ويتضمن المسار حوالي 12 محطة لرفع ومعالجة المياه ليبلغ طاقة استيعاب النهر 7.5 ميلون متر مكعب وهذا يحقق الهدف الأساسي وهو نقل المياه الجوفية والصرف الزراعي لمعالجتها في أكبر محطة معالجة وهي منطقة الحمام للمساهمة في تشييد حياة في منطقة الغربية من مصر.
يبرز لنا مشروع الدلتا الجديد كمشروع استثنائي لا يحدث في تاريخ الدول إلا قليلًا، هدفه الأساسي إعادة الحياة إلى منطقة في الأصل تُعتبر صحراء مهجورة، ومن خلالها يستفيد الجميع ” الحكومة والشعب” من خلال “استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية، تطوير مجتمعات عمرانية مميزة في المنطقة، إعادة رسم خريطة التنمية في مصر، وتوفير فرص عمل للشباب،” ومن قلب مشروع الدلتا الجديد يظهر لنا مشروع آخر عملاق سيتحدث عنه الأجيال القادمة وهو “مشروع جريان محور الشيخ زايد“.
جاء مشروع جريان محور الشيخ زايد كتطور طبيعي لما يخفيه لنا مشروع الدلتا الجديد، ويٌعتبر تصديقًا لما وعدت به الحكومة المصرية بالفعل من حيث البدء في خطط التنمية بشكل فعلي، حيث أن جريان يُعتبر النواة الأولى لمشروع الدلتا الجديدة لزراعة مليون فدان، فهو مشروع في الأساس قد بُني نتيجة للتنمية العمرانية والزراعية ونتيجة لمد نهر النيل في هذه المنطقة.
حيث أن المميز في جريان الشيخ زايد هو إطلالته على نهر النيل بشكل مباشر، وهذا له علاقة مباشرة بفكرة الحكومة المصرية حول مد نهر النيل في الصحراء لتكوين مجتمعات تصلُح أن يعيش فيها الأفراد والأسر.
فعندما قررت الحكومة المصرية أن تبدأ رحلتها العمرانية في هذه المنطقة دعت كبار المطورين العقاريين لمشاركتها الحدث المميز في التطوير العمراني لهذه المنطقة منهم” بالم هيلز، ماونتن فيو، شركة نيشينز العقارية”، بالتعاون مع جهاز مستقبل مصر التابع للحكومة قرروا أن يقوموا بتشييد مجتمع عمراني في قلب الشيخ زايد يخدم العملاء ويوفر لهم فرص سكنية واستثمارية عظيمة على مساحة 1600 فدان.
والأهم من ذلك هو أن مشروع الدلتا كان السبب الرئيسي في أن يظهر لنا مشروع بحجم مشروع جريان محور الشيخ زايد، فلولا جهود الحكومة المصرية في هذا الصدد وإصرارها على تعمير منطقة لم تكن مأهولة في الأساس لم يكن من المتوقع أن يظهر لنا مشروع جريان بالأساس بهذه المفاهيم العقارية المميزة والجديدة على السوق العقاري المصري بتحالف مجموعة من أكبر المطورين للمرة الأولى من نوعها.
